سوء الظن هو أن تحكم بقلبك على شخص بالسوء لمجرد شبهات وأمارات، فمتى وجد الإنسان ذلك من نفسه فليطرد ذلك ، فإن الحكم على الناس لا يكون إلا بالأدلة كرؤية الشمس، ,أما مجرد الوساوس التي لا تصل إلى أن تستقر في القلب فإنها في حكم المعفو عنها ، وعلى لإنسان ساعتها أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .

جاء في كتاب إحياء علوم الدين:-

اعلم أن سوء الظن حرام مثل سوء القول، فكما يحرم عليك أن تحدث غيرك بلسانك بمساوئ الغير فليس لك أن تحدث نفسك تسيء الظن بأخيك، ولست أعني به إلا عقد القلب وحكمه على غيره بالسوء. فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه بل الشك أيضاً معفو عنه، ولكن المنهي عنه أن يظن.

والظن عبارة عما تركن إليه النفس ويميل إليه القلب. فقد قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم .

وسبب تحريمه أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا علام الغيوب، فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءاً إلا إذا انكشف لك بعيان لا يقبل التأويل، فعند ذلك لا يمكنك إلا أن تعتقد ما علمته وشاهدته، وما لم تشاهده بعينك ولم تسمعه بأذنك ثم وقع في قلبك فإنما الشيطان يلقيه إليك، فينبغي أن تكذبه فإن الشيطان أفسق الفساق، وقد قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة ” فلا يجوز تصديق إبليس

فإن قلت: فبماذا يعرف عقد الظن والشكوك تختلج والنفس تحدث؟ فنقول: أمارة عقد سوء الظن أن يتغير القلب معه عما كان فينفر عنه نفوراً ما، ويستثقله ويفتر عن مراعاته وتفقده وإكرامه والاغتمام بسببه؛ فهذه أمارات عقد الظن وتحقيقه.

وقد قال صلى الله عليه وسلم ” ثلاث في المؤمن وله منهن مخرج فمخرجه من سوء الظن أن لا يحققه أي لا يحققه في نفسه بعقد ولا فعل ولا في القلب ولا في الجوارح. أما في القلب: فبتغيره إلى النفرة والكراهة. وأما في الجوارح: فبالعمل بموجبه. والشيطان قد يقرر على القلب بأدنى مخيلة مساءة الناس، ويلقي إليه أن هذا من فطنتك وسرعة فهمك وذكائك وأن المؤمن ينظر بنور الله تعالى، وهو على التحقيق ناظر بغرور الشيطان وظلمته.