يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئبس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر – رحمه الله تعالى -:

زيارة المقابر في الأصل سُنة؛ لأنها تُذَكِّر الإنسان بالآخرة، وقد جاء في ذلك حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما رواه مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: زار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: “استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يُؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور فإنها تُذَكِّر الموت” وروى ابن ماجة بإسناد صحيح قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تُزهِّد في الدنيا وتُذَكِّر الآخرة.

وليس لهذه الزيارة وقت مُعين، وإن كان بعض العلماء يجعل ثوابها أكبر في أيام معينة كيوم الخميس والجمعة لشدة اتصال الأرواح بالموتى، وإن كان الدليل على ذلك غير قوي، ومن هنا نعلم أن زيارة الناس للمقابر عقب صلاة العيد إن كانت للموْعظة وتذكُّر من ماتوا فلا بأس بذلك أبدًا للرجال.

أما إذا كانت الزيارة بعد صلاة العيد لتجديد الأحزان ولتقبل العزاء على القبر أو إقامة سُرادق أو تهيئة مكان لذلك فهو مكروه؛ لأن التعزية بعد دفن الميت بثلاثة أيام ممنوعة على جهة الحُرمة أو الكراهة، ولأنه يوم عيد وفرح وسرور فينبغي عدم إثارة الأحزان فيه.