على المسلم أن يتحرى الحلال، وبيع الخمور وحملها للناس حرام، ويجب على من يعمل في مكان يباع فيه الخمر أن يتركه ولو قل دخله، فإذا لم يجد إلاّ هذا العمل فليتجنب حمل الخمر وتقديمها، وذلك لحين وجود عمل.

يقول الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله:

الواجب على المسلم أن يكون عمله حِلاًّ مشروعًا، وأن يكون مطعمه طيِّبًا، ومشربه طيِّبًا، وأن يعين على الخير، ويتعاون على البر والتقوى، فإن لم يستطع الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والتعاون على البر والتقوى، فلا أقل من الابتعاد عن الإثم والعدوان، فإن الله جل جلاله يقول:( وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ والعُدْوانِ، واتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقابِ ) [ المائدة 2 ].

فالواجب على المسلم أن يعمل في عمل مشروع، أو مكان بعيد عن الآثام والكبائر، وقد لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يحمل الخمر إلى شاربها؛ لأنها خبث ومنكر، بل هي أم الخبائث.

وعلى كل مسلم يعمل في مكان يباع فيه الخمر أن ينتقل إلى غير هذا المكان حيث لا تكون هناك خمر ولا تقديم، حتى ولو كان الأجر في المكان الطيب أقل من الآخر في المكان الخبيث، ما دام هذا الأجر يقضي له ضرورات حياته، فإن لم يجد غير هذا المكان ليعمل فيه، واضطر إليه اضطرارًا، وخاف على نفسه الهلاك أو الضياع، فليحذر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً أن يشارك في حمل الخمر إلى شاربيها، وليبذل كل ما استطاع ليؤدِّيَ عملاً غير هذا العمل. وليبحث بجد واجتهاد وصدق عن عمل آخر طيب ليعمل فيه.

ولا بد للمسلم أن لا يجعل عقيدته ورزقه في مكان عمله فالرزاق هو الله وليس المكان الذي يعمل فيه وليعلم المسلم أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.