– الأستاذ الرافعي سوري الأصل مصري المولد، حيث ولد في بيت جده في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية بمصر أول يناير 1880.
– عاش حياته في طنطا وفي السنة الأولى التي نال فيها الشهادة الابتدائية –وهي أول شهادة وأخر شهادة نالها- أصابه مرض أقعده الفراش أشهرًا، وما نجا منه إلا وقد ترك في أعصابه أثرًا كان حبسة في صوته وصممًا في أذنيه ، وكانت بوادر هذه العلة هي السبب الذي قطعه عن التعليم في المدارس بعد الشهادة الابتدائية لينقطع عن المدرسة، ويعيش في المدرسة التي أنشأها لنفسه وكان هو فيها المعلم والتلميذ، ولأن النبوغ لا ينهزم فلم يعترف الرافعي بالهزيمة فقد كان له من نبوغه وصموده وجلده ما أعانه على الكفاح في سبيل الخلود، وفي إحدى رسائله يقول: “أما صحتي فهي هي، وبي رغبة شديدة إلى الكتابة والعمل ولكن الطبيب ينهاني عن ذلك، لأن الدماغ مريض، ولله الأمر”.
– كان الرافعي أديبًا لغويًا ذا كلمة مسموعة وكانت حياته كلها ألوانا متعددة من الكفاح في الحياة والأدب والوطنية، وخاض كثيرًا من المعارك الأدبية مع أقرانه كطه حسين والعقاد وزكي مبارك ولطفي السيد وغيرهم.
– لم تكن ثقافة الرافعي على امتداد واسع وإنما اقتصرت ثقافته على اللغة العربية وآدابها، لأنه انقطع عن الثقافة الغربية بسبب انقطاعه عن التعليم، وكان هذا الانقطاع عاملاً قويًا في إجادته آداب اللغة العربية وإدراكه لأسرار بيانها.
– ترك الرافعي لنا آثارًا عدة منها ما استمده من خواطره ومشاعره، ومنها ما اقتبسه من العالم المحيط به، ومن هذه الآثار: “حديث القمر” ، “رسائل الأحزان” ، “أوراق الورد” ، “السحاب الأحمر” ، “تاريخ آداب العرب” ، “على السفود” ، “المساكين” ، ” تحت راية القرآن”، وخير آثاره على الإطلاق “وحي القلم” الذي جمع فيه مقالاته التي كان ينشرها في مجلة الرسالة، ويقع في ثلاثة أجزاء، وهذا الكتاب بالذات هو الذي مكن للرافعي مكانًا عاليًا بين أدباء عصره، وقد أعجب الشيخ محمد عبده بهذا الكتاب، فكتب إلى الرافعي رسالة هذا نصها:
“ولدنا الأديب الفاضل مصطفى أفندي صادق الرافعي: زاده الله أدبًا، لله ما أثمر أدبك، ولله ما ضمن قلبك، لا أقارضك ثناءً بثناء، فليس ذلك شأن الآباء مع الأبناء، ولكني أعُدُّك من أخلص الأولياء، وأقدم صفك على صف الأقرباء، وأسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفًا يمحق الباطل، وأن يقيمك في الأواخر مقام حَسَّان في الأوائل والسلام”.
– توفي في 14 مايو 1937، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.