العادة السرية هي : استخراج المني عن طريق غير طريق الزواج ، أما حكمها ، فالأصل في الاستمناء بهذه الوسائل الحرمة ، وقد أفاض الأطباء في الحديث عن أضراره النفسية والصحية ، ولم يصح في تحريمها حديث ، ولكن تحريمها مستنبط من مثل قوله تعالى : (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (سورة المؤمنون : 7 ).

ويجوز الاستمناء لغير المتزوج إذا خاف على نفسه الزنا إن هو لم يستمن ، فيباح حينئذ لكسر الشهوة ، وليس لقصد الشهوة ، وذلك بعد أن يجرب كل التدابير الشرعية التي تمنعه من ذلك ، وعلى رأسها الصيام . والبعد عن مواطن الشهوة ، وشغل النفس بالذكر والدعوة ، وتلاوة القرآن . أما المتزوج فلا يباح له الاستمناء بحال طالما أن امرأته بين يديه.

وأما أن تستكمل المرأة شهوتها بالاستمناء بعد فراغ زوجها، فهذا ليس حلا عمليا، ولكن نضع بين يدي المرأة هذه الحلول العملية سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يجعل فيها المخرج والشفاء:-

1- ليس الاستمتاع بالمرأة قاصرا على الإيلاج في الفرج، فهناك صور كثيرة أخرى من وسائل الاستمتاع، منها ما يعرف بالجماع الفموي وهو مداعبة كل من الزوجين أعضاء صاحبه بفمه، وقد استغنت شرائح من المجتمعات بهذه الصورة عن الجماع التقليدي حبا في هذه الصورة، وليس عجزا عن الصورة التقليدية.

2- الاستمتاع بعجز المرأة، ومنطقة ما حول دبرها، وبين إليتيها شريطة أن لا يدخل الذكر في فتحة الشرج.

3- يمكنك أن تستلمي ذكر زوجك بيدك، وتتبعي به مناطق الإثارة في الفرج أو غيره، وبتتبعك بذكره هذه المناطق فلا شك أنك ستقعين على المناطق التي فيها إثارتك.

4- لا مانع من استمناء زوجك لك بيدك، كما لا مانع من وضع الذكر في أي منطقة في الجسم سوى فتحة الشرج.
5- أما قيام المرأة بالاستمناء لنفسها بيدها فله تأثير نفسي خطير ، وهو أنها ستشعر بعدم حاجتها إلى زوجها ، وفي هذا ما فيه ، وخير من هذا أن تتفاهم مع زوجها بصراحة ووضوح حتى يصلا إلى حل عملي في ضوء هذه النصائح التي قدمت إليها . كما يمكن للزوج أن يأخذ بعض الأدوية التي تؤخر القذف عنده مما يمنحه وقتا كافية للاستثارة والنزول، وهي أدوية معروفة يسأل عنها الأطباء.

يقول الدكتور يوسف القرضاوي:-

قد يثور دم الغريزة في الشاب فيلجأ إلى يده يستخرج بها المني من جسده ليريح أعصابه، ويهدئ من ثورة الغريزة، وهو ما يعرف اليوم “بالعادة السرية”.
وقد حرَّمها أكثر العلماء، واستدل الإمام مالك بقوله تعالى :.
(والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون). (المؤمنون: 5 – 7).
والمستمني بيده قد ابتغى لشهوته شيئًا وراء ذلك.
ورُوِيَ عن الإمام أحمد بن حنبل أنه اعتبر المني فضلة من فضلات الجسم، فجاز إخراجه كالفصد، وهذا ما ذهب إليه وأيده ابن حزم . وقيد فقهاء الحنابلة الجواز بأمرين: الأول خشية الوقوع في الزنى . . والثاني عدم استطاعة الزواج.
ويمكن أن نأخذ برأي الإمام أحمد في حالات ثوران الغريزة وخشية الوقوع في الحرام، كشاب يتعلم أو يعمل غريبًا عن وطنه، وأسباب الإغراء أمامه كثيرة، ويخشى على نفسه العنت، فلا حرج عليه أن يلجأ إلى هذه الوسيلة يُطفئ بها ثوران الغريزة، على ألا يُسرف فيها ويتخذها ديدنًا.
وأفضل من ذلك ما أرشد إليه الرسولُ الكريمُ الشابَّ المسلم الذي يعجز عن الزواج، أن يستعين بكثرة الصوم، الذي يربي الإرادة ويعلم الصبر، ويقوي ملكة التقوى ومراقبة الله تعالى في نفس المسلم وذلك حين قال: “يا معشر الشباب . . من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” كما رواه البخاري.