الواجب على المسلم أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يلوذ بحماه وصدق الله العظيم “ومن يتق الله يجعل له مخرجا” وصدق الله “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون”. فنقول لكل مسلم:

اجعل بينك وبين النار سترا، وأكثر من ذكر الموت والقيامة، وتذكر لحظة العرض على الله عز وجل “يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية”، وخذ من الأسباب ما يعينك على هذا، فتذكر هذه الأمور يفجر ينابيع الإيمان في القلوب، ويجل العبد دائم الذكر لربه وهل خلقنا في هذه الحياة إلا من أجل أن نغرس بذور الخير لنحصدها يوم القيامة يوم يفرح المؤمنون بفضل الله، وصدق الله العظيم “قل بفضل الله وبفرحته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون.

ولا بد للمسلم أن يبتعد عن الغفلة عن الله تعالى؛ فإن القلب الغافل يستولي عليه الشيطان ويكون هو الموجِّه له. كما قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ[الزخرف:36].
ومن الأسباب أيضا الفراغ، فإن النفس إذا لم تشغل بطاعة الله تعالى انشغلت بالمعاصي وأصبحت عرضة لوساوس الشيطان وأفكاره الخبيثة.

وننصح كل مسلم أن يستعين بالله تعالى وأن يسأله أن يصرف تفكيره دائما إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يباشر أسباب ذلك بالاشتغال بما هو نافع، فإن النفس إذا لم تشغل بالحق والجد شغلت بالباطل والهزل، فهذه النفوس خلقت لتعمل لا لتسكن، فينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه لئلا يندم على ساعة أضاعها في غير طاعة. روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله لحقره ذلك اليوم، ولودَّ أنه يرد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب. فنوصي بالحرص على الخير ومصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة إذا تذكر ويذكرون إذا نسي.

فإذا انشغل المسلم في دينه وطاعة الله سبحانه وتعالى وانصرف عن المعاصي أتته الدنيا وهي راغمة.