ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد دعا لدوس كما في حديث الصحيحين: “اللهم اهد دوساً”. ودعا لثقيف كما في الحديث : “اللهم اهد ثقيفاً”. (رواه أحمد والترمذي، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال الأرناؤوط في حديث أحمد : إسناده قوي على شرط مسلم).

وكان اليهود يتعاطسون عند النبي -صلى الله عليه وسلم- رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم، كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الأرناؤوط والألباني.

وأما الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة فلا يجوز اتفاقا؛ لقوله تعالى : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). [التوبة:113]. ولعدول النبي –صلى الله عليه وسلم– عن الدعاء بالرحمة للعاطسين من اليهود إلى الدعاء لهم بالهداية.

وأما الدعاء لهم بكثرة المال والولد وغير ذلك من المصالح الدنيوية فقد اختلف في مشروعيته العلماء، كما قال الهيثمي في تحفة المحتاج، وجوزه النووي، وقال المناوي في فيض القدير بجوازه. وذكر ذلك في شرح الحديث : إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا أكثر الله مالك وولدك. (وهذا الحديث ضعيف السند فقد رواه ابن عدي وابن عساكر وضعفه الشيخ الألباني ).