نسأل الله تعالى أن يهدي كل مسلم إلى الطريق المستقيم، وأن يصرف عنه السوء والفحشاء، وأن يجعله من عباده المخلَصين.
بادئ ذي بدء نعلم أن المسلم في غنى عن سماع الحكم الشرعي في مثل هذه الحالة؛ فهو على يقين أن ما يصنعه حرام.

ونصف لكل من وقع في هذا البلاء أسبابا عملية للخروج من هذه الفتنة التي لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى:
1- إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الإنترنت فقم ببيع كارت المودم فورا، أو تخلص منه حتى يشفيك الله عز وجل، ولا تتعلل بأهميته وفوائده.
2- إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الدش فقم بالتخلص منه، أو بتشفير القنوات الجنسية.
3- حاول أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك إذا نسيت، وتعينك إذا ذكرت.
4- املأ وقت فراغك بالعمل الصالح، والدعوة إلى الله، ولا تكثر الجلوس منفردا.
5- ادع الله بضراعة في أوقات السحر أن يعافيك، وألح على الله في ذلك.
6- انذر عن كل يوم تشاهد فيه هذه الأمور نذرا يتعبك كالصدقة بمبلغ كبير، أو بصيام يوم، أو بذكر الله بسبحان الله وبحمده ثلاثة آلاف مرة. وهذا لا أنصحك به إلا إذا كان قد بلغ خوفك من الله أنك توفي بالنذر. فإذا كنت تعلم من نفسك الجرأة على الله بعصيانه في الوفاء بالنذر فلا ننصحك به؛ حتى لا يجتمع عليك وزران.

7- أكثر من الصيام، واعلم أن من صام بالنهار عن الحلال، ثم أفطر في الليل على الحرام فقد أضاع أجر صيامه، وأتعب نفسه فيما لا فائدة فيه.
9- عاقب نفسك إذا عدت إلى ذلك بعقاب يؤلمك، ويردعك.

أما بالنسبة ليمين الطلاق الذي أخذه على نفسه، فيجب عليه أن يكفر عن أيمانه وهل عليه كفارة واحدة أم عليه كفارات بعدد مرات حنثه.

في المسألة خلاف بين الفقهاء فقيل إنه يجب عليه لكل يمين كفارة وقيل يكفيه كفارة واحدة إذا تكرر منه الحنث في كل مرة دون أن يكفر. ونختار له المذهب الأول.

وخير ما نوصي به من وقع في هذا البلاء هو تقوى الله تعالى، والحذر من نقمته وغضبه، وأليم عقابه، فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وما يؤمنك أيها المسلم أن يطلع الله عليك وأنت على معصيته فيقول: وعزتي وجلالي لا غفرت لك.
وانظر إلى هذه الجوارح التي تسعى بها إلى المعصية، ألا ترى الله قادرا على أن يسلبك نعمتها، وأن يذيقك ألم فقدها؟
ثم انظر إلى ستر الله تعالى لك، وحلمه عليك، وأنت تعلم غيرته على عباده، فما يؤمّنك أن يغضب عليك، فينشكف أمرك، ويطلع الناس على سرك، وتبوء بفضيحة الدنيا قبل الآخرة.

وهل ستجني من النظر المحرم إلا الحسرة، والشقاء، وظلمة القلب؟
وهب أنك شعرت بمتعة أو لذة، يوما أو يومين، أو شهرا أو سنة . فماذا بعد؟
موت .. ثم قبر .. ثم حساب، فعقاب … ذهبت اللذات وبقيت الحسرات.
وإذا كنت تستحيي من أن يراك أخوك على هذه المعصية، فكيف تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك؟

أما علمت أن الله يراك، وأن ملائكته تحصي عليك، وأن جوارحك غدا ستنطق بما كان؟
واعتبر بما أصبح عليه حالك بعد المعصية: هم في القلب، وضيق في الصدر، ووحشة بينك وبين الله.
ذهب الخشوع. ومات قيام الليل. وهجرك الصوم. فقل لي بربك ما قيمة هذه الحياة ؟
كل نظرة تنظرها إلى هذه النوافذ الشيطانية، تنكت في قلبك نكتة سوداء، حتى يجتمع السواد فوق السواد، ثم الران الذي يعلو القلب، فيحرمك من لذة الطاعة، ويفقدك حلاوة الإيمان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ” رواه الترمذي (3257) وابن ماجة (4234) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 3422.
صقل : أي نُقي وطُهر .

فكن ممن نزع واستغفر وتاب، وأكثر من التضرع لله تعالى أن يُطهر قلبك وأن يُحصن فرجك، وأن يُعيذك من نزغات الشيطان.
واجتنب كل وسيلة تدعوك أو تذكرك بالحرام، إن كنت صادقا راغبا في التوبة
فبادر بإخراج هذا الدش من بيتك، واقطع صلتك بمواقع السوء في الانترنت، واعلم أن خير وسيلة تعينك على ترك ما اعتدته من الحرام، أن تقف عند الخاطرة والهم والتفكير، فادفع كل خاطرة تدعوك للمشاهدة، قبل أن تصبح رغبة وهمّا وقصدا ثم فعلا.

قال الغزالي رحمه الله: (الخطوة الأولى في الباطل إن لم تدفع أورثت الرغبة، والرغبة تورث الهم، والهم يورث القصد، والقصد يورث الفعل، والفعل يورث البوار والمقت، فينبغي حسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر، فإن جميع ما وراءه يتبعه) إحياء علوم الدين 6/17.

وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) النور/21.
وإن أمكن الاستغناء التام عن الانترنت فافعل أيها المسلم، إلى أن تشعر بثبات قلبك، وقوة إيمانك.
واحرص على الرفقة الصالحة، واحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وأكثر من نوافل العبادة، وتجنب الخلوة والتفكير في الحرام ما أمكن.
والخلاصة في العلاج فتح منافذ الخير، وسد منافذ الشر.