أمر الصبي بالصلاة لسبع وضربه عليها لعشر لا يعنى وجوبها عليه في تلك السن، وإنما ذلك ليتمرن على الصلاة ويتعود على المحافظة عليها، حتى إذا بلغ لم يجد صعوبة في أمر اعتاده قبل البلوغ.

والعلماء على أن الصبي الذي لم يبلغ لا يعاقبه الله على ترك الطاعة ، ولا على إتيان المعصية ، ويستحب لوليه أن يأمره بالطاعة ليتعود عليها ، ومن فضل الله تعالى أنه يكتب للصبي ثواب هذه الطاعات.

قال ابن قدامة في المغني : الإسلام يكتب للصبي لا عليه ، ويسعد به في الدنيا والآخرة ، فهو كالصلاة تصح منه وتكتب له وإن لم تجب عليه ، وكذلك غيرها من العبادات المحضة .

وقال السبكي: خطاب الندب ثابت في حق الصبي ، فإنه مأمور بالصلاة من جهة الشارع أمر ندب ، مثاب عليها .

وقال النووي في المجموع: قال أصحابنا وغيرهم : يكتب للصبي ثواب ما يعمله من الطاعات كالطهارة والصلاة والصوم والزكاة والاعتكاف والحج والقراءة ، وغير ذلك من الطاعات ، ولا يكتب عليه معصية بالإجماع ، ودليل هذه القاعدة الأحاديث الصحيحة المشهورة كحديث المرأة التي رفعت الصبي وقالت : يارسول { ألهذا حج ؟ قال : نعم ولك أجر } رواه مسلم .
وعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: { حج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين } رواه البخاري .
وحديث جابر : { حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم } رواه ابن ماجه.
وحديث صلاة ابن عباس مع النبي صلى الله عليه وسلم وحديث تصويم الصبيان يوم عاشوراء ، وهو في الصحيحين ،
وحديث { مروا أولادكم بالصلاة لسبع } وهو حديث صحيح، وحديث إمامة عمرو بن سلمة وهو ابن سبع سنين ، وهو في البخاري ، وأشباه ذلك .

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :- غير المكلفين كالصبيان والمجانين الأصل أنهم غير مخاطبين بالتكاليف الشرعية ، غير أن الصبي المميز أهل للثواب لما له من قدرة قاصرة ، وتصح عبادته من صلاة ، وصوم ، واعتكاف ، وحج ، وغير ذلك ويكتب له ثواب ما يعمله ، والدليل على صحة عبادته قول النبي صلى الله عليه وسلم : { مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين } وحديث صلاة ابن عباس مع النبي صلى الله عليه وسلم قال : { بت في بيت خالتي ميمونة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم جاء فصلى أربع ركعات ، ثم نام ، ثم قام فجئت فقمت عن يساره ، فجعلني عن يمينه } وحديث تصويم الصحابة الصبيان يوم عاشوراء .

فعن الربيع بنت معوذ قالت : { أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن . فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار } .