للقنوت صيغ كثيرة، منها ما جاء فيسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرها بالإِسناد الصحيح عن الحسن بن عليّ -رضي اللّه عنهما- قال :

“علّمني رسولُ اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- كلماتٍ أقولُهُنَّ في الوتر : “اللَّهُمَّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ وعَافِني فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلّني فِيمَن تَوَلَّيْتَ وبَارِكْ لِي فِيما أَعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ فإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْتَ”. قال الترمذي : هذا حديث حسن قال : ولا نعرف عن النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- في القنوت شيئاً أحسن من هذا.

ومنه ما جاء عن عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنه- كان حسناً، وهو أنه قنت في الصبح بعد الركوع فقال :”اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَلاَ نَكْفُرُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ مَنْ يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُد ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُد، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ إنَّ عَذَابَكَ الجِدَّ بالكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ عَذّبِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ويُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيُقاتِلُونَ أوْلِيَاءَكَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ للْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ والمُسْلِمِيَ والمُسْلِماتِ وأصْلِح ذَاتَ بَيْنِهِمْ وأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِم الإِيمَانَ وَالحِكْمَةَ وَثَبِّتْهُمْ على مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه وسلم وَأَوْزِعْهُمْ أنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ وَانْصُرْهُمْ على عَدُّوَكَ وَعَدُوِّهِمْ إِلهَ الحَقّ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ. (سنن البيهقي 2/211 (باب دعاء القنوت) وهو موقوف صحيح موصول.

يقول الإمام النووي في كتابه الأذكار :

اعلم أن القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار فأيّ دعاء دعا به حصل القنوت ولو قَنَتَ بآيةٍ أو آياتٍ من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت ولكن الأفضل ما جاءت به السنّة. وقد ذهب جماعة من أصحابنا إلى أنه يتعين ولا يجزىء غيره.