لا تحرج الزوجة من التحدث مع زوجها ومناصحته في هذه الأمور ؛ فإن الحديث معه أنفع وأجدى وأجدر للحل، أن تعظه وتقول له في نفسه قولا بليغا، تذكّره بعذاب الله وسخطه وعقابه، وتخوّفه من عذاب جهنم، وتذكّره بالأمانة والمسئولية تجاه الأهل والأولاد : ” كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع في بيته، ومسئول عن رعيته” .
ومن حق الزوج أن تخبره زوجته أن ما يصنعه إثم ومعصية، لعلّه أن يلين أو أن يتعظ، ولا بد من أن تكرر ذلك معه بالحكمة وتقدير المصلحة، فإن لم يجيب إلى ذلك فلتستعين بمن تظن أن حديثه إليه ينفع ويجدي كأهل العلم والدين والصلاح أو أقاربه وأصدقائه ممن لهم سلطة عليه .
ثانياً :
تحاول إسماعه بعض الأشرطة المؤثرة من الخطب والمواعظ ودروس العلم بطريق مباشر أو غير مباشر، وتقدّم له بعض الكتيبات الإسلامية، لعل قلبه أن يلين إلى الحق .
ثالثاً :

فإن لم ينفعه هذا كله: فلتجعل بينه وبينها حَكَماً مِن أهله وحكماً مِن أهلها ممن تظن أن تدخلَّهم يحسِّن العلاقة ويبعده عما هو فيه من الشر والإثم والضياع وممن يكونون من أهل الصلاح، عملا بقوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) [النساء/35]

فإن أراد هذان الحكمان الإصلاح فنسأل الله تعالى أن يوفق بينهما على الخير والطاعة، وأن يجمع بينهما بأحسن ما يجمع به بين زوجين .
رابعاً :

فإن لم يحكم الحكمان لهما بالوفاق التام فتعرض عليه – إذا كانت تُطيق الصّبر والتحمّل – الحلّ التالي :
أن يتزوّج بأخرى وتبقى هي معه حتى بدون حقّ في الفراش بشرط أن يترك المعاصي وتبقى هي مع أولادها ينفق عليهم، ولا بأس بذلك لقوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)  [النساء/128]

ومن معاني الإصلاح هنا : أن تسامحه بالمبيت عندها مقابل أن يبقيها على عصمته .
قالت عائشة : لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة . رواه البخاري ( 4914 ) ومسلم ( 1463 ) وسودة رضي الله عنها : إحدى نساء الرسول صلى الله عليه وسلم .

فإن لم يتم الوفاق بينهما حتى على هذا الحلّ أو ما يشابهه ولم تستطيع الصّبر والتحمّل، فإنّ التفكير بالطلاق والإقدام على طلبه ينبغي أن لا يكون إلا بعد التأكّد من أنّ مساوئ البقاء مع هذا الرّجل أكثر من مساوئ الانفصال، وفي هذه الحالة نأتي إلى قوله تعالى : (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)  [النساء/130]

ولا بد من اللجوء إلى الله وطلب العون منه والتوفيق إلى اتّخاذ القرار الصحيح، ونذكّر مرّة أخرى بأنّ بذل النّصيحة لهذا الزوج ونصحه أمر واجب في كلّ الحالات.

كما ينبغي على الزوجة أن تبحث عن سبب انغماس الزوج في هذه المعصية فربما لجأ الزوج إليها لأنه لم يجد عندها ما وجده عند غيرها فعليها أن تتزين له وتتودد في معاملته عسى أن يكون هذا صارفا له عما يقع فيه من الإثم.
أما طلب الطلاق منه فقد أفتى الدكتور يوسف القرضاوي في فتوى صوتية له بأن هذا ليس واجبا على الزوجة .

ومعنى هذا أن العيش مع هذا الزوج ليس حراما وبخاصة إذا كان لها أولاد منه ويجب عليها أن تنصحه عسى الله أن يتوب عليه.