أجاز الشرع الحنيف الاكتحال للرجل بالإثمد للتداوي، ورغَّب الرسول صلى الله عليه في استعمال الإثمد، لما فيه من منافع عديدة للعين فإذا لم يقصد به التشبه بالنساء ولم يعتبره العرف تشبها بالنساء جاز.
وقد صحَّ في العديد من الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمة إلى استعمال الكحل، وثبت أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل.
ففي مصنف ابن أبي شيبة من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم :( كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاث مرات ، واليسرى مرتين) وفي سنن النسائي وأبي داود وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن من خير أكحالكم الإثمد إنه يجلو البصر وينبت الشعر ”
ومن فوائد الإثمد كما جاء في الحديث أنه يجلو البصر، وينبت الشعر وللإثمد العديد من الفوائد.

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:”
وفي الكحل حفظ لصحة العين وتقوية للنور الباصر وجلاء لها وتنظيف المادة الرديئة واستخراج لها ، مع الزينة في بعض أنواعه ، وله عند النوم مزيد فضل لاشتمالها على الكحل وسكونها عقيبه من الحركة المضرة بها وخدمة الطبيعة لها ، وللإثمد من ذلك خاصية “أهـ

وقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
استحب الحنابلة والشافعية الاكتحال وترا، لقوله عليه الصلاة والسلام : { من اكتحل فليوتر } وأجازه مالك في أحد قوليه للرجال، وكرهه في قوله الآخر للتشبه بالنساء . أما الحنفية، فقالوا بالجواز إذا لم يقصد به الرجل الزينة، وأوضح بعض الحنفية أن الممنوع هو التزين للتكبر، لا بقصد الجمال والوقار . ولا خلاف في جواز الاكتحال للنساء ولو بقصد الزينة , وكذلك للرجال بقصد التداوي.
أهـ