إذا تزوجت المرأة أصبحت طاعة الزوج هي الأوجب، فالزوجة حينما تتزوج تصبح جزءًاً من حياة جديدة غير الحياة القديمة، فطاعة الزوج هي الواجبة والله تعالى يقول: (الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) ، لأن الله جعل الزواج وشيجة جديدة وهي المصاهرة (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً) فلابد من هذه الرعاية، فطاعة الزوج أوجب.

وإذا هبت رياح الخلاف فينبغي أن ننظر من أين هبت ريح النزاع والشقاق هل هي من قبل الزوجة أم من قبل الزوج، أم قبل الاثنين معاً، فإن كان من قبل الزوج تحاول الزوجة أن تصلحه (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا، والصلح خير) وإذا هب الخلاف من ناحية الزوجة فالعظة ثم الهجر في المضجع، ثم الضرب وليس معنى الضرب أنه يمسك خشبة ويكسر رأسها، إنما هو ضرب مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لولا اقتصاص يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك” وهذا لا يصلح مع كل امرأة، النبي عليه الصلاة والسلام قال “ولن يضرب خياركم” أي أن خيار الناس لا يضربون، والنبي عليه الصلاة والسلام ما ضرب امرأة قط ولا ضرب خادماً قط، ولا ضرب دابة قط، فهذا للضرورة القصوى.

وإذا كان الشقاق من الطرفين فالله تعالى يقول (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) أي نكوّن مجلسا عائليا بمعنى محكمة عائلية ،ومعنى الحَكَم أن الإنسان يستطيع أن يحكم أي أنه من أهل الرأي والعقل، لا نأتي بإنسان أحمق أو إنسان سريع الغضب أو إنسان سريع التفكير، لابد أن يكون إنسانا متزنا ((إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما).

والعجيب أن القرآن أشار إلى حالة التوفيق ولم يشر إلى الحالة الأخرى إذا لم يوفقا ليرغِّب في الإصلاح والتوفيق بين الطرفين ما استطاعا ذلك.