الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم– من أفضل القربات عند الله تعالى فبدأ مصليا سبحانه وتعالى على النبي ثم الملائكة ثم أمرنا سبحانه أن نصلي عليه ، وهذا يدل على فضل الصلاة وعظم شأنها، وكثرة العدد لا مانع منه وهناك أدلة على استحباب الإكثار من العدد وهناك كلمات قليلة ولكن تعطي معاني كثيرة وتفصيل ذلك في التالي:

يقول الشيخ جعفر الطلحاوي:
أولا:من العبادات التي تعبدنا بها المولى عز وجل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – قال تعالى ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” الأحزاب.

ثانيا :هذه العبادة التي بدأ الله تعالى بنفسه وثنى بملائكته وأمر المؤمنين بذلك منها ما هو مفيد ( اللفظ والمكان ) ومنها ما هو مطلق عار عنهما.

ثالثا :من المقيد اللفظ والمكان عندما سأله النبي – صلى الله عليه وسلم – عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد إلى أخره ( الصيغة الإبراهيمية ) .

رابعا :المطلق منها إذا لم يحفظ المسلم أي صيغة من الصيغ الواردة في الصلاة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فله أن يصلي بالصيغة التي يفتح الله تعالى بها عليه.

خامسا :ومن الأدلة التي تصلح في هذا المقام لما جلست إحدى أمهات المؤمنين بعد صلاة الفجر تسبح الله تعالى على حبات النوى أو الحصى وخرج عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – وعاد إليها ولا زالت على حالها بالتسبيح عدا على حبات النوى أو الحصى فقال عليه الصلاة والسلام لقد قلت كلمات لو وزنت بما قلتي لرجحتهن إلى يوم القيامة ؛ قال عليه الصلاة والسلام ” سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .

ومحل الشاهد في الحديث العد على حبات النوى أو الحصى من قبل أم المؤمنين ولم ينكر عليها ذلك رسول الله وإن كان هذا العد محصورا إذا مهما بلغت حبات النوى أو الحصى فلا شك محصورا ولقد دلها النبي على طريقة في العد لا يعلم نهايتها إلا الله عز وجل فمن ذا الذي يعلم عدد خلق الله وزنة عرشه ومداد كلمات الله إلا الله.
والدلالة على الأفضل لا تعني عدم جواز المفضول.

سادسا :فللمسلم أن يجتهد في الذكر والتسبيح والصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم – سواء من المطلق أو المقيد حتى يرطب الله تعالى لسانه بمثل هذا النوع من العبادات.).أ.هـ