لا يجوز النظر إلى الصور الفاضحة التي تعرض مفاتن المرأة ، سواء في مواقع الانترنت أو في الجرائد أو المجلات أو غيرها ، وذلك لأن النظر إليها وسيلة إلى التلذذ بها ومعرفة ذات الصورة ومعرفة جمالها.

وهذا قد يكون وسيلة إلى الحصول عليها فيَحرُم ، لأن الوسائل لها أحكام الغايات. فتاوى اللجنة الدائمة بتصرف .

ولقد تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة لها ، وهذا أمر خطير جداً ، لأنه لابدّ أن يكون من ذلك فتنةٌ على قلب الرجل تجرّه إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة ، وقد قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) النور/30 . (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين بتصرف ) .

فلا بد للمسلم أن يخاف الله تعالى جل في علاه وأنه مطلع عليه لا يخفى عليه من أمره شيء ، وليتذكر نعمة الله تعالى عليه بأن رزقه بصراً يرى به ما ينفعه ، وحرم عليه أن يستعمله في النظر إلى ما حرّم الله ، وهو جلّ جلاله سائله عنه ، ولذلك ختم الله تعالى الآية السابقة بقوله : ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/ 30 ، وقال تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عنْهُ مَسْئولاً ) . الإسراء/36

ولو تأمل العاقل وهو ينظر إلى المقاطع المرئية والصور المحرّمة الفاتنة لأدرك أنه لا يجني من وراء هذه النظرات إلاّ الحسرات والآلام والآهات ، إذ لا يستطيع أن يظفر بحقيقة هذه الصور، وصدق الشاعر إذ يقول:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً     ***     لقلبك يوماً أتعبتك المناظرُ
رأيت الذي لا كلَّه أنت قادرٌ          ***     عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ

وقال آخر :

كم نظرة فتكتْ في قلب صاحبها     ***       فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلّبها          ***       في أعين الغير موقوف على الخطر
يسّر مقلتهُ ما ضرّ مهجته             ***       لا مرحباً بسرور عاد بالضّررِ

فتبيَّن أنه ليس من وراء النظر إلى المقاطع المرئية والصور الفاضحة إلاَّ سخط الله وضياع الوقت والمال في غير مرضاته ، وتعذيب النفس .
والواجب على المسلم أن يقبل على طلب العفاف بالنكاح ، وبذل الأسباب لذلك .

وترك رفقاء السوء الذين قد يكون لهم أثر سيء في التعرف والحث على تصفح مثل هذه المواقع السيئة .

وليشغل الإنسان وقته بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه ، كحفظ كتاب الله أو تلاوته وحضور مجالس الذكر ، وتصفُّح المواقع التي تعرض الفائدة والعلم الصحيح النافع .