عبارة حدثوا الناس بما يفهمون ودعوا ما ينكرون ليست من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها من قول علي بن أبي طالب، الذي قال:حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله، وورد مثلها عن عبد الله بن مسعود فقد قال:ما أنت بمحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة، وكل من الحكمتين إنما يتعلق بطرق التبليغ والتعليم، أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه تطهير للمجتمع من الفواحش وحمل لأهله على طاعة الله والاستقامة على دينه، وأما التبرك بالقبور والضرائح والتعلق بها في السراء والضراء هو من أنكر المنكر وأكبر الكبائر التي يجب تغييرها والنهي عنها، لأنها من مظاهر الشرك والوثنية التي جاء الإسلام لمحاربتها والقضاء عليها.

وتعاطي جهلة المسلمين لهذا المنكر لا يجعله معروفا أبدا ولا ينسخ وجوب النهي عنه، والأمر بتغييره الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده…الحديث)، فالحق يعرف بدليله لا بعمل الناس به أو تركهم له، وهذه المنكرات التي أنكرها الإسلام وحرمها أشد التحريم كلها منتشرة بين المسلمين في هذا العصر من ربا وخمر وميسر وتبرج وغيرها من المحرمات، فلا يجوز لمؤمن أن يترك النهي عنها ويوافق على تعاطيها لكونها صارت مألوفة بين الناس وعملا جاريا بينهم، فالله يحكم لا معقب لحكمه.أ.هـ