المسابقات الهرمية:

ذكر العلماء أن جميع المسابقات الهرمية، والتي من أجلها يتم تسويق المنتجات رغبة في ربح قد يأتي وقد لا يأتي، هي من القمار، والغرر، والكسب غير المشروع، والإثراء على حساب الغير، لذا فتصبح هذه المعاملات غير مشروعة.

طريقة اللعبة الهرمية والتعامل بها والتسويق لها:

يقول الأستاذ الدكتور علي السالوس :

هذه اللعبة تقوم بها شركات نصب واحتيال، و لكن الأموال التي تسعى للحصول عليها هي أموال الناس بالباطل ، وظهرت هذه اللعبة بأسماء مختلفة مثل : هانك ، و الدولار ، و الصاروخي ، و البنتاجونو ، و غيرها .

و تبدأ بشراء قائمة فيها ستة أسماء – مثلاً – مرتبين من المرتبة الأولى إلى السادسة ، وفي أسفل القائمة يكتب المشتري اسمه وعنوانه باعتباره مشتركاً جديداً . هذا المبلغ كان عند “هانك” منذ عشرين عاماً عشرة دولارات ، وبلغ بعد ذلك عند غيره أربعين دولاراً .

المشترك الجديد يرسل مبلغاً مماثلاً للشركة غير المبلغ الذي دفعه ثمناً للقائمة ، ويرسل مثله أيضاً لحساب المشترك الأول في أعلى القائمة ، وبعد هذا يصله من الشركة ثلاث قوائم يحاول أن يبيعها حتى يسترد المبلغ الذي غرمه ، فإن لم يتمكن من بيعها خسر ما دفع ، ولذلك فهو يضغط على أقاربه و أصدقائه و معارفه لبيع هذه القوائم ، وهنا يظهر خبث هذه اللعبة ، فكل من اشترى منهم يقوم بالعمل نفسه لتصله ثلاث قوائم يحاول بيعها ، وهكذا يظل الضغط على الأقارب والأصدقاء ، والأموال يذهب الثلثان منها لشركة النصب ويعود الثلث للمشتركين !!

فالثلث الذي يأخذه من يصلون إلى المرتبة الأولى إنما هو من أموال المشتركين الذين خسروا ، وليس من أموال الشركة !!

ففي لعبة النصب الهرمية تذهب أموال المشتركين لشركات النصب دون أي مقابل ، ويفرح الذين يصلون إلى المرتبة الأولى ولا يبالون من حيث كسبوا المال .

بعض الشركات التي استفادت من طريقة اللعبة :

رأينا أن لعبة النصب الهرمية تعتمد على الضغط على أقارب الضحايا و أصحابهم و معارفهم و زملائهم ، و لولا هذا لما استشرت . واستفادت بعض الشركات من هذه الفكرة الخبيثة ، ولكن ألبستها ثوبًا آخر ، وهذا ما أبينه بالحديث عن ثلاث شركات انتشرت في عصرنا.

التعامل مع شركة جولد كوست:

هذه الشركة بدلاً من أن تبدأ ببيع قائمة لا قيمة لها في ذاتها ، جعلت البدء ببيع الذهب ، ولكن بسعر قد يبلغ ثلاثة أضعاف الثمن، فمن الذي يشتريه بهذا السعر ؟ هنا تأتي الفكرة من لعبة النصب الهرمية!.

فالمشتري يدفع نصف الثمن، ولا يتسلم الذهب في الحال اتباعاً لأمر الرسول صلى الله عليه و سلم كما هو ثابت و معلوم ، وإنما عليه أن يقوم بعملية الضغط التي أشرت إليها حتى يأتي بعشرة مشترين على الأقل ، و عندئذ تحسب له الشركة 10% من أموال العشرة ، فيصبح كأنه دفع الثمن كاملاً ، ويرسل إليه الذهب ، وما زاد على العشرة من المشترين عن طريقه يرسل إليه نسبة العشرة في المائة وتأخذ الشركة 90% ، أما إذا لم يستطع أن يأتي بعشرة مشترين فلا يأخذ شيئاً ، ولا يرد له ما دفع ، و إنما يرسلون إليه نصف سبيكة الذهب.

فإلى جانب التحريم في شراء الذهب بالأجل ، وجهالة المبيع حيث لا يدري ما الذي سيتسلمه ، فإنه يقامر بدفع هذا المبلغ الكبير طمعاً فيما قد يحصل عليه من أموال تبعاً لنسبة 10% ، ورأينا أنه قد لا يحصل على شيء ، فالقمار واضح جلي.

أما الشركة فإنها في جميع الحالات تربح ربحاً فاحشاً ، وقد سخرت عدداً من الطامعين المخدوعين الذين لا يبالون من حيث كسبوا المال ؛ فكسبهم حرام ما دام نشاط الشركة حراماً.

التعامل مع شركة بيزناس:

هذه الشركة تبيع منتجات تتضمن برامج تعليمية و خدمات كمبيوتر و غيرها بثمن محدد ، ولو وقف الأمر عند هذا الحد ، وكانت المنتجات مباحة ، فإن المشتري يكون راغباً في هذه المنتجات ، ويرى أن ثمنها مناسب ، وهذا حلال.

غير أن الشركة كسابقتها استفادت من لعبة النصب الهرمية ، ليس من جانب النصب ، فهذه لها منتجات حقيقة ، و لكن من جعل المشتري يرغب في الكسب عن طريق تسويق منتجات الشركة ، فيلجأ إلى الأقارب و الأصدقاء و غيرهم كما ذكرت في اللعبة.

فالشركة تغري المشتري بالربح عن طريق التسويق ، و تجعل شراءه للمنتجات شرطاً للوصول إلى هذا الربح ، و لذلك قد يشتري و هو غير راغب في الشراء ، و ليس في حاجة إلى المنتجات ، أو لا يقبل على شرائها بهذا الثمن ، و في هذه الحالة يعتبر الشراء نوعاً من القمار ؛ فلولا الطمع في ربح أكبر قد يتحقق و قد لا يتحقق ، لما أقدم على بذل المال في الشراء.

و مما يجب التنبيه إليه أن هذه الشركات و أمثالها عندما ترغب في إيجاد فتوى شرعية تبيح أعمالها ، تجعل السؤال عن صورة سمسرة بضوابطها الشرعية ، دون ذكر لجوانب التحريم التي أشرت إلى شيء منها ، فيأتي رد مَن استفتوه بالجواز ، فتنشر الفتاوى على أنها تجيز كل أعمال هذه الشركات !! فأرجو أن يتنبه المسلم ، و لا ينخدع بالفتاوى التي تروج لها بعض الشركات.

التعامل مع شركة أكوام . كوم :

هذه الشركة يبدو استفادتها من لعبة النصب من البداية ، فالمشترك يدفع مائة دولار ، ثم يبدأ الضغط على الأقارب و غيرهم حتى يجعل عشرة يشتركون ، فتأخذ الشركة تسعمائة دولار ، وترد له المائة التي دفعها ، ثم إن استمر في جذب مشتركين حصل على مبالغ أخرى.

و ما تقدمه الشركة مقابل الاشتراك لا يلتفت إليه ، ولا أحد ينظر إليه أو يهتم به ، فالمشترك دفع المائة طمعاً في المئات أو الآلاف التي قد يحصل عليها نتيجة اشتراك غيره ، فإن لم يستطع ندم لضياع ماله هباءً، فهذه صورة من صور القمار.أ.هـ