إذا عطس المصلي فحمد الله تعالى فلا تبطل صلاته، ولكن لا يجوز للمصلي أن يشمت غيره وكذلك لا يجوز له أن يرد على من شمته وهو في الصلاة، فهذا مما تبطل به الصلاة.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
من كان في الصلاة وسمع عاطسا حمد الله عقب عطاسه فشمته بطلت صلاته ; لأن تشميته له بقوله: يرحمك الله يجري في مخاطبات الناس , فكان من كلامهم , فقد روي عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال: (بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذ عطس رجل من القوم , فقلت: يرحمك الله , فحدقني القوم بأبصارهم , فقلت: واثكل أماه , ما لكم تنظرون إلي ؟ فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم , فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني بأبي وأمي هو , ما رأيت معلما أحسن تعليما منه , والله ما ضربني صلى الله عليه وسلم ولا كهرني ثم قال : إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين , إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) هذا قول الحنفية والمالكية والحنابلة والمشهور عند الشافعية , وإن كان تعبير الحنفية بالفساد وتعبير غيرهم بالبطلان , إلا أن البطلان والفساد في ذلك بمعنى واحد.

فإن عطس هو في صلاته فحمد الله وشمت نفسه في نفسه دون أن يحرك بذلك لسانه بأن قال: يرحمك الله يا نفسي لا تفسد صلاته ; لأنه لما لم يكن خطابا لغيره لم يعتبر من كلام الناس كما إذا قال : يرحمني الله . قال به الحنفية والحنابلة المالكية .

ويقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
إذا عطس المصلي أثناء الصلاة فحمد الله، فذلك لا يؤثّر على صحّة الصلاة لأن كلمة الحمد من القرآن، وإن الذي يفسد الصلاة من الكلام هو ما كان من كلام الناس،

والأصل أن على المصلي إذا عطس ألا يلتفت إلى شيء سوى متابعة القراءة والأذكار في صلاته، إذ المطالب بالحمد أثناء العطاس هو من كان خارج الصلاة، كما يفهم ذلك واضحاً من خلال الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، أضف إلى ذلك أن الحمد أثناء العطاس سنة مستحبة فلا تترك الواجبات بها.
والأصل في تشميت العاطس ما ورد عن رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم): (إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد الله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم ويصلح بالكم) أخرجه البخاري.

وأخرج مسلم أن الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) قال: (إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) وأخرج النسائي عن الرسول (صلَى الله عليه وسلَم): (أن الله لما خلق آدم ونفخ فيه الروح، عطس، فحمد ربه بإذن الله له، فقال: الحمد الله، فقال له ربه: رحمك ربك يا آدم اذهب إلى أولئك الملأ، والملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم، فقالوا سلام عليك ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه فقال: هذه تحيتك، وتحية ذريتك بينهم). أنظر عمل اليوم والليلية ص 237 وفتح الباري جزء 13 ص 238.