الاستعاذة بكلمات الله التامات مما أثر عنه –صلى الله عليه وسلم- في الدعاء، واختلف العلماء بالمراد بكلمات الله التامات، فقيل إنها القرآن وقيل المراد بها أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وفي جميع الأحوال المطلوب منا هو الحرص على ملازمة الذكر في الصباح والمساء حتى يكون العبد في حفظ الله وكنفه.

يقول فضيلة الشيخ علي الجمعة -من علماء السعودية:
نعم صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أمره بأن يستعاذ بكلمات الله التامات في الصباح والمساء، وعندما ينزل الإنسان منزلاً، بدلاً مما كان يفعله المشركون في الجاهلية من الاستعاذة بالجن، حيث كان أحدهم إذا نزل وادياً قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، فأبدلها النبي – صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة بالله – عز وجل- واللجوء إليه،

فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن خولة بنت حكيم –رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول:”من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك.

وقد اختلف العلماء في المراد بكلمات الله التامات على قولين:
القول الأول: أنها أسماء الله الحسنى وصفاته العلى بأن يستعيذ بأسمائه فيقول: أعوذ بالسميع العليم، أو بصفاته فيقول: أعوذ برحمة الله وقوة الله وكبرياء الله.
القول الثاني: أن المراد بكلمات الله هو القرآن الكريم، فإن القرآن كلامه، تكلم به سبحانه ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم.

ووصفت الكلمات بالتامات لأنها سالمة من العيوب والنقائص التي تعتري أسماء وصفات البشر على القول الأول، وعلى القول الثاني فالقرآن سالم من النقص والعيوب التي تعتري كلام البشر، لذا أعجز العرب مع فصاحتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة فيه

وبما أن هذه العبارة وهي قوله – صلى الله عليه وسلم-” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” حصن حصين، وحمى مكين، من نزغات الشيطان، ومن شياطين الإنس والجان، ونرشد المسلم أيضا إلى بعض النصوص من كتاب الله، وسنة رسوله –عليه الصلاة والسلام-، فهي حصن المسلم كآية الكرسي، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، يقول المسلم هذا ثلاث مرات في الصباح والمساء، ويقول أيضاً بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، وأعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وأعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ويحسن الالتجاء إلى الله – عز وجل- ويكثر من قراءة القرآن والأوراد الواردة عند النوم والاستيقاظ ودخول البيت والخروج منه وعند الأكل والشرب، والوضوء وغير ذلك.