لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والعرافين مطلقاً، ولا الاستعانة بهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وإذا أصيب أحد بالسحر فنوصيه بما يلي:-
1- اللجوء إلى الله تعالى، وأن يعلم أن الشفاء منه وحده، قال -جل وعلا- حاكياً عن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم، قوله: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ “[الشعراء:0].
وأن يتوكل عليه ويعلم أن النفع والضر بيديه، لا شريك له، قال سبحانه: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً “[الطلاق:3].
وقال عز من قائل: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “[يونس:107].

2- استعمال الرقى الشرعية: روى مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.
ولا بد أن تكون الرقية باللسان العربي وما يعرف معناه، حذراً من أن تكون فيها ألفاظ شركية، لا يتفطن لها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره؛ كما في الصحيحين: أنه كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه.
وفي صحيح البخاري: -كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.

ولا بأس من الذهاب إلى من يتقن الرقية من أهل الدين والاستقامة ممن لا يمارسون السحر ولا الشعوذة، مع ضرورة مراعاة وجود محرم وعدم خلوة أو تكشف.

3- استعمال العلاج الطبي إذا استدعى الأمر: قال صلى الله عليه وسلم: تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أصحاب السنن.

4- أن يعلم أن الله يبتلي عباده بالأمراض والأوجاع ليختبر صبرهم وعبوديتهم له، كما ابتلى أيوب -عليه السلام- بالمرض العظيم، فصبر -عليه السلام- ولم يجزع، قال الله تعالى:” إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ “[صّ:44]
وجعل سبحانه ذلك تكفيرا لذنوب العباد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. صحيح الجامع.