لا حرج من لعب كرة القدم بشرط ألا تؤدي لضياع واجب أو وقوع في محرم، كما يشترط ألا تلهي المسلم عن واجباته الدنيوية، فإذا خلى اللعب من هذا كله فلا بأس منهK لأنه من المعلوم أن الأشياء التي لا ضَرَرَ فيها ولمْ يَرِد نصٌّ من الشرع يَمنعها تبقى على الأصل وهو الحل الذي يدل عليه عموم قوله تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) (سورة البقرة:29)، وقَوْله: ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) (سورة الجاثية:13)، وَالتَّكَالِيفُ الشَّرْعِيَّةُ هي في حدود الوُسْع والطاقة، ولا تَحْرم الإنْسان من التمتُّع بطيِّبات الحياة في الحد المعقول، لما فيها من الترويح عن النفس، ومن الترويح الألعاب الرياضية التي كان لكل جماعة اختيار ما يُناسبها.
وكرة القدم من الرياضات القديمة، جاء في مجلد العربي الصغير “أكتوبر 1978″ أنها بدأت في الصين قبل نحو ثلاثة آلاف سنة أي قبل”كونفشيوس” ووضَعوها في البرامج العسكرية سنة 500 قبل الميلاد، وانتشرت في اليونان أيام الإغريق وذُكرت في شِعر هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسا، ثم وَرِثَها الرومان وانتشرت في مستعمراتهم، ثم انتقلت إلى بريطانيا وشجَّعتها، إلا أنها مُنعت ثلاث مرات سنة 1314، 1349 ،1447 بسبب أنَّها غطَّت على لُعبة الفروسية المُهمة، وأنها ألْهت الشباب عن صلاة الأحد، ففقدت شعبيَّتها عدة قرون حتى أوائل القرن التاسع عشر فأحيوها وخاصة بين المدارس الثانوية، ثم غطَّت جميع أرجاء الكرة الأرضية تقريبًا.
وبالجُمْلةِ فهِيَ في أصْلِها حَلال، ويَجب الاحتفاظ بالآداب المطلوبة في الرِّياضة كلها، مع مراعاة عدم طغيان اللَّعِب والمشاهدة على الواجبات.