الحديث عن الحب بين الجنسين وهو غالب ما يسأل عنه الناس، وهو أمر طبيعي في حياة البشر، وإذا انتهى إلى غاية شريفة ولم يصاحبْه محرَّم فلا بأسَ به، وقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يُحِبُّ زوجاتِه ويخصُّ عائشةَ منه بنصيب أوفرَ، لأنه لا يمكن العدل فيه، وروى أصحاب السنن أنه قال في ذلك: ” اللهم هذا قَسَمي فيما أملِك فلا تلمْني فيما تملِك ولا أملِك”.

وحديث:” مَن عشق فعفَّ فمات فهو شَهيد ” وفي رواية ” مَن عَشق وكتم وعفّ وصبر غفَر الله له وأدخلَه الجنّة ” هو حديث موضوعٌ مكْذوب على النبي صلّى الله عليه وسلّم. ولا يجوز أن يكون من كلامه، فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصِّديقيّة ، ولها أعمال وأحوال هي شروط في حصولها، والشهادة الخاصّة هي ما كانت في سبيل الله، والشهادة العامّة خمس مذكورة في الصحيح وليس العِشق واحدًا منها.

ونَعى ابن القيّم على مَن نَسب هذا الحديث إلى الرسول صَلّى الله عليه وسلم ، وذكر أن لفظ العِشق لم يحفظ عنه في حديث صحيح ألبتّةَ، ثم إن العشق منه حلال ومنه حرام، فكيف يظن بالنبي صلّى الله عليه وسلّم أنه يحكم على كل عاشِق يكتم ويعِفُّ بأنّه شهيد ؟

زاد المعاد لابن القيم ج3 ص154 ” ففيه كلام كثير عن العِشق وعن هذا الحديث .