يقول الله سبحانه: (وللهِ الأسْماءُ الحُسْنَى فادْعُوهُ بِهَا) (سورة الأعراف : 180) ويقول: (قل ادْعُوا اللهَ أو ادْعُوا الرّحمنَ أيًّا ما تَدْعُوا فلَه الأسماءُ الحُسْنَى) (سورة الإسراء : 110).

الإنسان مخَيَّر في أن يدعوَ ربّه بأي اسم من أسمائه التي ذُكِرَت في القرآن الكريم، ويَزيد عددها على التسعة والتسعين التي ذُكِرَت في الحديث الذي رواه الترمذي، وجاء في فضلها حديث البخاري ومسلم “مَنْ أحْصاها دخل الجنّة” أي مَن حفظها، وعمل بما فيها.

وهناك من الأسماء ما هو أقربُ للاستجابة عند الدُّعاء به، وهو اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعْطى، والراجح من أقوال العلماء أنه مؤلّف من عدة أسماء، بناءً على الأحاديث الواردة فيه، فقد روى أصحاب السُّنن أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمع رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بأنِّي أشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصَّمد، الذي لم يلد ولم يولَد ولم يكن له كُفُوًا أحد. فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، كما رووا أيضًا أنه سمع رجلاً يدعو بقوله: اللهمَّ لا إله إلا أنت المَنّان بديع السّموات والأرض ذو الجَلال والإكرام. فقال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ “لقد دَعا اللهَ باسمِه الأعظمِ” وفي بعض الروايات أنَّ اسم الله الأعظم موجود في آية (وإلَهُكُمْ إلهُ واحِدٌ لا إلهَ إِلاّ هو الرّحمنُ الرّحيمُ)

وفي فاتحة سورة آل عمران (اللهُ لا إلهَ إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

والظاهر من تعدد الروايات أن القاسم المُشترك بينها هو توحيد الله سبحانه، والدُّعاء بالتوحيد فيه إخلاص وثقة بالله، ونفي للشّريك عنه، وتقرير أنه لا يستحقُّ أحد سواه أن يلجأ إليه فلابد لكلِّ دعاء أن يصحبَه هذا الشعور حتى يكون في موضع الرّجاء للقَبول.

من هذا نرى أن اسم الأعظم موجود في القرآن الكريم. على أن هناك أسماءَ لله لم ينزل بها قرآنٌ ولم يثبُت بها حديث، فقد جاء في بعض أدعية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “أسألُك بكل اسم سَمَّيْتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغَيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجِلاء حُزني وذَهاب غَمِّي” رواه ابن السني عن أبي موسى الأشعري، وذكره النووي في كتابه “الأذكار المنتخبة من كلام سيّد الأبرار”.